كتب: عبد الرحمن هاشم
أكد الداعية الدكتور أنس عطية الفقي عميد المتطلبات بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا أن الله عز وجل فتح لأوليائه أبواب محبته، وجعل لهم القبول والأمن والبشرى في الدنيا، وجعلهم في الآخرة من المقربين.
وقال في الخطبة التي ألقاها أمس بمسجد سيدي محمد علي عبود بمدينة السويس إن أولياء الله الصالحين هم ورثة سيدنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. اصطفاهم الله وطهرهم وجعلهم بدوراً في هذه الأرض بعد أن اقتبسوا أنوارهم من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم) يونس: 62 ـ 64.
وأنشد د. أنس عطية الفقي يقول:
السعد من خدمي ما دمت خادمكم
والبسط حالي والأفراح طوع يدي
ما دمت بين يديكم فالهنا مددي
يا ساكن الحجرة الفيحاء يا سندي
أنتم حياتي إذا شاهدتكم حضرت
وإن غبتم تغيب الروح عن جسدي
أنا الفقير إليكم والغني بكم
وليس لي بعدكم حرص على أحد
لا غيب الله عنا وجوهكم أبدا
حتى يطيب بكم عيشي إلى الأبد
ذلي لعزتكم حق علي وإن
أصبحت بين الموالي واحد العدد
واستطرد يقول: هذا هو حال الأولياء الصادقين الذين توجهوا إلى مولاهم فأغناهم الأمر الذي دعاهم إلى الإعراض عن الخلق.
ولنقرأ بقلوبنا وبصائرنا الحديث القدسي الذي رواه الرسول صلى الله عليه وسلم عن رب العزة فقال:
(يقول الله عز وجل: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه ).
ومعاداة الأولياء تكون بالكره والحقد والحسد، كما تكون بالهمز واللمز والتجريح فضلاً عن الإيذاء الحسي بالضرب أو القتل أو الحبس أو النفي أو الاضطهاد.
وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غضب غضباً شديداً ـ وكان غضبه لا يكون إلا لله ـ حين أجهز أسامة بن زيد بن حارثة على رجل نطق بالشهادتين، فما بالنا بمن يؤذي أولياء الله!
وبين الله عز وجل للسالك كيفية الوصول إلى الولاية بما ساقه في بقية الحديث من التقرب إليه بالفرائض ثم النوافل والمداومة على ذلك والإكثار منه.
وأشار د. أنس عطية الفقي إلى أن أشرف كلمة اختارها أهل الطريق لأنفسهم هي كلمة “الفقراء” وتعني: الفقراء إلى الله عز وجل، مصداقاً لقوله تعالى: ” يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد” فاطر: 15.
وحذر من العجب بالعبادة، لما ورد في الخبر أن عابداً عبد الله عمره كله فوزنت عبادته في كفة ونعمة البصر في كفة مقابلة فربحت نعمة البصر.
فالمطلوب كما يقول العارفون، هو أن تخرج من اختيارك لنفسك إلى اختيار الله لك.
والله عز وجل يريدك أن تأتيه وأنت تحبه، وأن تقبل على العبادة وأنت تحبها، ولذلك لم يفرض القيام في ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، بل جعل قيامها نافلة، فافهم.
ولذلك قال ابن عطاء الله: الأعمال صور قائمة، أرواحها وجود سر الإخلاص فيها.
وجاء رجل إلى سيدنا أبي الحسن الشاذلي فقال له: بأي شيء بلغت ما بلغت وأنا لا أرى لك كثير عمل؟ فقال له: بشيء واحد اتبعت به جدي صلى الله عليه وسلم هو الإعراض عنكم وعن دنياكم.
وهنا، أنشد د. أنس يقول:
عطر الدنيا بذكر المصطفى
إنه روض البرايا أجمعين
ربه أثنى عليه وكفى
عصمة العالم في دنيا ودين
يا رسول الله
يا عظيم الجاه
يا ابن عبد الله
رحمة أنت لكل العالمين
واستطرد قائلاً: التمسك بالكتاب هو التمسك بصحبة الله عز وجل لأن كل ما في القرآن يدعوك إلى صحبة مولاك.
واللفظ “يتلو” في قوله تعالى ” وأن أتلو القرآن” معناه: يتبع.. أي وأن أتبع تعاليم القرآن. ولذلك وصفت السيدة عائشة رضي الله عنها حبيبها وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقالت: “كان خلقه القرآن”.