الــــوضع القائـــــم يفــــــرض تفكــــير عــــربي جـــــديــد

المفكر العربي الأستاذ أحمد كرفاح – الجزائر
إذا كانت القارة الأوروبية القاره العجوز قد أصبحت تفكر في كيفية التخلص من الأحلاف العسكرية لأن شعوب هذه القارة قد أصبحت على قناعة بأنه لا بد من تمهيد الطريق لعالم أفضل ولعلاقات دولية يمكن أن تؤدي في المستقبل القريب إلى حل كافة الأحلاف العسكرية ٠ كما أنه في الحقيقة قد كانت هناك بعض الأحداث والأوضاع المأساوية في تاريخ القارة العجوز مابعد الحرب ٠
ولكن في الحقيقة دول أوروبا طبعا قد حسمت خيارها وفقا للظروف والفرص الملموسة حيث ظلت بعض دولها رسمالية في حين سارت الأخرى نحو الإشتراكية٠ لذا قد كان من المصعب إنتهاج سياسية أوروبية مشتركة حقا وإرساء عملية أوروبية على أساس الإعتراف بهذه الحقيقة واحترامها ٠
هذا طبعا وتبقى الشعوب الأوروبية ترفض الإعتقاد بأن مصير أوروبا محتوم عليه المواجهة بين حلفين والإعداد والإستعداد للحرب بين هذين الحلفين ٠
بل لابد من تطبيع العلاقات بين كافة الدول الأوروبية وجعلها علاقات حسن جوار وإبعاد النزعة العسكرية وسيسة القوة والطموحات الإمبريالية ٠ بل لا بد من التحول عن طريق الجهود المشتركة من المواجهة والمنافسة العسكرية إى التعايش السلمي والتعاون القائم على المنفعة المتبادلة وعن طريق هذا الفهم فقط يمكن توحيد القارة العجوز القارة الأوروبية٠
كما أنه منذ عهد ليس بالطويل قد كانت الحروب معالم رئيسية على الطريق في تاريخ القارة الأوروبية كذا العالم العربي٠ كما أنه طبعا في القرن العشرين قد كانت حربين عالمتين وكانت الجارة القارة العجوز القارة الأوروبية مرتعا لهاتين الحربين العالميتين ٠
والتي كانت طبعا أكثر الحروب دموية ودمارا عرفتهما البشرية حيث كانت الشعوب ضحية لهاتين الحربين العالمتين مما جعلها تقدم تضحيات جسام من أجل تحررها واستقلالها٠
كما أن شعوبنا طبعا لاتنكر ماقد مته بقية شعوب العالم الأخرى من تضحيات فالإتحاد يومها قد دفعت مثلا أكثر من عشرين مليون من مواطنها٠ثم كانت الإشتراكية فيها طبعا بمثابة إنعطاف جذري في تاريخ الشعوب والأمم الذي إمتد قرونا لهذا الجزء من العالم ٠ كما أنه طبعا لا يمكن التقليل من دور القارة العجوز أوربا في كافاحها ضد ما أصطلح على تسميتها بالفاشية ٠ كما أنها ظلت وستظل معتركا لمواجهات أيديولجية وسياسية وعسكرية حادة٠ حتى وإن كانت قد وضعت الأساس لترتيبات المستقبل بعد أن كانت ترى بأن نظام هتلر قد حرم شعوبا دولا بأكملها في القارة العجوز من الإستقلال و حتى الأمل في الحريةوالسيادة٠ فكانت طبعا نتيجة هذا التفكير السياسي القديم تقسيم أوروبا إلى كتلتين شرقية وغربية ٠
فالكتلة الغربية قد قامت بشن حرب باردة ضد أوروبا الشرقية ٠ ثم أقامت حلف شمال الأطلنطي كأداة للمواجهة السياسية العسكرية في أوروبا ٠ونتيجة لقيام حلف الأطلنطي وجدت أوروا نفسها تحت نير عربة الحرب٠ إلا أنها في هذه المرة طبعا قد وجدت نفسها محملة بمتفجرات نووية ٠وهذا طبعا مما جعل الشعوب الأرونية تلقى اللوم على إستمرار تقسيم أوروبا وبقائها ميدان للمواجهة النووية ٠
وأصبحت شعوب هذه القرة تتبنى فكرة إعادة النظر في الحدود الأوروبية مع أنهم في الحقيقة ربما يتجاهلون الحقائق الإقليمية السياسية ٠ومع هذا طبعا فالشعوب العربية تحترم إسهام كافة شعوب العالم٠ لذا طبعا يبقى اليوم زعماء العالم العربي وقادته اليوم أن يفترضوا إمكانية التقدم التدريجي نحو ساسة عربية أوسع وأن يصبح لعالم العربي حقا العامل الرئيسي في تاريخه اخاص من جديد حتى يمكنه أن يلعب دوره كعامل للتوازن والإستقرار في الشئون الدولية لإن الإتجاه العربي قد أصبح اليوم يتميز في السياسة العالمية بأهمية كبيرة لأن كل دول العالم قد أصبحت على دراية بمواقف الشعوب العربية ٠
نقول هذا لأن هناك شخصيات سياسية من مختلف مناطق العالم تنتمي إلى معسكرات سياسية مختلفة قد أصبحت تتحدث عن أن كثير من من دول العالم قد أصبحت تهتم بتطوير العلاقات مع بلدان العالم العربي لأن العالم العربي طبعا قد أصبح يحتل مكانا بارزا في السياسة الخارجية للدول الكبرى في العالم ٠
حتى وإن كانت الولايات المتحدة الأميريكية وبعض الدول الأوروبية كفرنسا وأنجلترا تريد إبعاد البلدان العربية عن الدول الأسياوية كالصين والهند فإن مثل هذه الألاعيب السياسية لا يمكنها أن تغير الحقائق الجغرافية والتاريخية فعلاقة الدول العربية التاريخية والتجارية والسياسية مع شعوب القارة الأسيوية ودولها لها جذور عميقة في التاريخ فلقد كان الدين الإسلامي يوحد الشعوب العربية مع شعوب آسيا والتاريخ الإسلامي هو جزء من تاريخ آسيا العظيم وتاريخ البشرية كلها وهو جزء عضوي من التاريخ كل شعوب العالم ٠
لأن الشعوب قد كانت لها إسهامات عظيمة في تطور الحضارة العالمية ٠هذا ويبقى الشعوب طبعا دائما معقد وغنى بالدروس وعظيم ومأساوي لذا فهو طبعا جذير بالدراسة لكي تتعلم منه الشعوب٠
وهذا طبعا مما يجعل كل مواطن عربي يهيأ نفسه لنظرة سياسية جديدة لأنه قد أصبح من غير المقبول طريقة العالم العربي السياسي المتعدد الألوان المزركشة لقد شبع عالمنا حروبا ودموعا وكان لديه ما فيه الكفاية٠ لأنه في الحقيقة عندما تلقى نظرة عاجلة على الخريطة المتسعة لهذا العالم الذي عانى طويلا ٠
قد تجعلت هذه النظرة طبعا كإنسان عربي أصيل تفكر في الجذور المشتركة لهذه الحضارة العربية المتعددة الأشكال والمشتركة في جوهرها ٠ قد تقفز إلى ذهنك فكرة البيت العربي المشترك لأن العالم العربي في الحقيقة هو بيت عربي مشترك ر بط فيه كل من الجغرافيا والتاريخ واللغة ٠ وبشكل وثيق بين مصائر البلدان ولشعوب العربية ٠
وبطبيعة احال فإن لكل بلد عربي اليوم مشاكله الخاصة وكل بلد عربي يريد أن يعيش حياته الخاصة وأن يتبع تقاليده الخاصة لكن مع هذا كله على العرب اليوم أن ينقذوا بيتهم وأن يحموه ضد الكوارث وأن يجعلوه أفضل وأكثر أمنا وأن يحافظوا عليه في وضع مناسب بشكل جماعي وبإتباع القواعد المعقولة للتعايش السلمي٠
على أن لا تعتر الشعوب العربية اليوم هذا نوع من الخيال بل هو تحليل دقيق للوضع في عالمنا العربي وإذا كان العالم اليوم يحتج إلى علاقات جديدة فإن العالم العربي يحتاجها قبل كل شيئ وأن الشعوب العربية قد أدركتها من خلال المعاناة أيام الإستعمار وبعد إستقلال هذا ويبقى طبعا مفهوم البيت العربي يدل على التكامل حتى ولوكانت الأنظمة الإجتماعية العربية مختلفة لكنه يجمع طبعا بين الضرورة والإمكانية ٠٠٠