حنين للوطن

الشاعرة هتاف عريقات – أمريكا
قد بتُ أهـربُ من دمي وشــــرياني
يالوعـــة الغـــرباء في الأحــــــزانِ
ياطـولَ شـوقي والحــنـين يشـدني
والذكرياتُ تجــوبُ كلَّ كيــــــــاني
أبتاهُ صـــــوتُكَ لايزالُ بمسمـــعي
يحـكي ويبـكي في هوى الأوطــانِ
ونشــيج أمي جاء في وسط الدجى
كي ما يحـذرنا لــظى العـــــــــدوانِ
كنَّــا صغاراً لسنا ندرى هـــا هـنا
شيئاً سوى الألعـابِ في البستـانِ
نشتـــاقُ إن طــلع الصـباحُ ببيتنا
نجــــري نزف النُّـــورَ للجــــيرانِ
ويطيرُ سربٌ للفــراشِ بأرضِـــنَا
ونظلُّ نحـرسه على الأغصـــــانِ
أوراق زيتونتي دوما تنادي لي
لأكون تحت الظلِّ في تحــــنانِ
أواه من زمن يدمـــرُ ما مضى
أواهُ من شجني ومن أشجــاني
أنا لست أدري كيف أرجعُ موطني
وبــلادي زفــوها إلى الشيـطـانِ
وقضيت عــمري غربة لاتنتهي
وحبست صوتي في بلادِ الجـــانِ
ياقدس أنت العشقُ أنتِ صبابتي
والبعد عنك قمــــةُ الأحـــــــزانِ
سرق اليهودُ جميعَ ممـــتلكاتنا
سرقوا مناسكنا مع الأعــــــوانِ
نهبوا بلادَ الاكرمينَ وما بهـــــا
وبقينا نحنُ بغربةٍ لنعــــــــاني
حرقوا كروماً نحتمي بظلالها
قذفوا بزيتوني إلى النــــيرانِ
مــدُّوا أياديهم لتحـــرقَ رزقنا
كي ما يمنوا علينا بالإحســانِ
قتلوا العذارى والشباب وحلمهم
ونسوا انتقـــامَ الواحـــدِ الديانِ
أشكو إلى اللهِ العظيمِ مواجعي
أشكو الحماقةَ في بني الإنسانِ