بقلم الشاعرة راوية جراد
وجــــــد يـعـانـقـنـي وفـــجــري أدبـــــرا
ولَـــبــدر حــلــمـي بـالـسـعـادة أُقــبــرا
نــهـر مــن الأشـجـان فــاض بـخـيمتي
مـــــن فــــرط مــــدّ بـالـحـنـين تــفـجّـرا
ســـجــن ثـــلاثــيّ الـــحــداد يــلـفّـنـي
وبـطرف حـلمي طـاف يـشجر عســــكرا
وعـلـى نـحـيب الـهـجر أشــرع جـرحـه
وعــلـى هــدى الأنــواء مـوجـي أبـحـرا
وهــوى عـلـى سـفني ولـم يـترك بـها
الا صهيل الـــمــوت فـــــيّ تــقــــــدّرا
أطـلـقتُ عشقي فــي سـمـاء جـوارحـي
وجـــــدا فــأسـكـنـه الـــنّــوى وتــنــكّـرا
وثـــراه فـــي روحـــي ســقـت أقــداره
عـشـقـا ومــاجـت فــي هــواه لـتـثمرا
عـبـثا هـجـرتَ الــروح لــذتَ بـمـهجتي
وبـخـصـر حـلـمي رحــتَ تـغـرز خـنـجرا
أعتقتَ طـيف الهجر في غيم الأسى
ونفضتَ شمس الحب في دمع الورى
أضــرمــتَ فـــيّ مــواقـدا مـــن حــرقـة
ولـظـاك أسرى فـي الـحشا مـا قـصّرا
فـتـجـمّدت أطـــراف شـمـسـي خـيـبة
وبــكــفّـهـا أمــــــل الـــوصـــال تــبــخّــرا
وســرى عـلـى أهـدابها كـفن الـدّجى
وهــوى عـلـى صـوت الـمنى مـتكسّرا
ورســا عـلـى شــط الـتـسهّد مـركبي
قـسـرا وبـحـري مـنـه أمـسـى مـقـفرا
ويــلـي وعـصـف الـبـعد أغــرق قـاربـي
وهـــلال عــمـري عـــاش فــيـه مـهجّـرا
وعـدت شـجوني فـي ركـاب مـهالكي
وتــتــالــت الأرزاء تــتــلـو مـــــا جـــــرى
لــــو تــنـطـق الــدنـيـا لـتـشـهد أنــنـي
فـــجــر وكـــــان هـــــواه لـــيــلا أغــبــرا
مـــن نـــزف هـــذا الـجـرح أبـكـيه كـمـا
لــو مــات قـلـبي فــي الـهـوى مـتكدِّرا
ولــكـمْ أتـــوق لــكـي يــعـود لـكـوكـبي
ويـجـرّنـي جـــرف الـحـبـيب مــن الــورا
وأبـــيــع عـــمــري لــحـظـة لـيـعـيـشها
فـــي مــهـد حـضـني لـهـفة مـتـحسّرا
أهــفـو لــكـي يــعلو هديلـه روضـتـي
ويـــطــوف كــعــبـة مــهـجـتـي مــتـأثّـرا
أشــتــاقـه حــــدّ الــجـنـون أيــــا تــــرى
فـالى مـتى سـيظلّ حـلمي مـــــقبَـــرا ؟؟
ومـتـى أرى بـدري يـلملم شـهقتي ؟
ويــنـام فـــي حــجـر الـتـولُّـهِ مـبْـكـِرا !!
يــــا أيــهــا الـلـيـل الـمـعـتق بــالأسـى
امـــضِ الـهـويـنى لا تــقـل لـــن أقـــدرا
لـيؤذّن الـشوق الـمسهّد فـي الدّجى
ولِـتـعـتـلي أطــبــاف حـلـمـي الـمـنـبرا
هــــوَ ذا حـبـيـبـي لـــو تـبـاعـد نـجـمـه
سـيـلـوح مـــن بــيـن الـغـمـائم مـبـهِـرا
فـــتــذوب أطباق الــثــلـوج بــواحــتـي
ويـــطــوف حـــرفــي مــلـهـبـا ومــدثّــرا
هـب لـي بـصيصا كـي أعـود لِـبهجتي
أرنــو لأُلـبـس شـمـس حـلـمي مـئـزرا
هـــيَ يـــا عـيـونـي غـيـمـة فـتـصـبّري
سـيـعود بــدري فــي سـمائي مـقمرا
ويـــهــلّ مــفــتـون الــجـمـال بـنـفـسـه
ويـــــذوب عــشــقـا مــسـرفـا ومــبــذّرا
ويـــعــود يـسـبـقـها الــثـوانـي مــغرمــا
ويــجــول مـــا بــيـن الـمـسـام مـعـطّـرا
حـتـما سـيـقطن فــي بـوادي لـهفتي
يـسـقي شـغـاف الـوجـد حـبّـا مُـزهـرا
ويــطوف في بركـــان آهـــاتي وقــــدْ
يـرسـو عـلـى حـمـمي لـكـي تـتـفجّرا
















